_الفصـل العاشـر_
كانت تجلس في مكتبها شاردةً..
كلماتهُ البسيطه اللطيفة تلك تجبرها علي التيه والشرود .
ليست تلك أول مرةٍ يُثني أحدهم علي جمالها أو يُطرء علي إحدي تفاصيلها ولكنها اليوم كانت مميزه للغايه.
إنتفضت فجأه عندما طُرِق باب مكتبها فإعتدلت وهي تحمحم بخفه ثم برز صوتها منمقًا : إتفضل..
دلف معتز مبتسمًا وقال: صباح الخير.
بادلتهُ الإبتسامه وقالت: صباح النور يا مستر معتز..
_ممكن ادخل؟!
نظرت حولها بإبتسامه ونظرت إليه فأدرك مقصدها وقال ضاحكًا: اه صح هدخل فين اكتر من كده..
إنفلتت ضحكتها فأصابتهُ بعدوي الضحك ثم قال وهو يشير إلي المقعد المقابل لها: طيب ممكن اقعد؟
أومأت بجديه وترحيب: طبعا اتفضل حضرتك..
جلس ثم أخذ ينقر بأصابعه فوق المكتب بتروي وقال: بابا أخباره ايه؟
أحست بإرتياح لتخلّيه عن التحدث برسميّه ثم قالت: الحمدلله بقا أحسن..
_الحمد لله.. ان شاءالله شده وتزول..
أومأت بهدوء و زَمة شفاه مقتضبه فقال: فطرتي يا آصال؟
تعجبت سؤاله المفاجئ فقال مجيبًا نظراتها المستفهمه: اصل انا مبعرفش افطر لوحدي..
تسائلت بتلقائيه: اومال قبل كده كنت بتفطر مع مين؟!
_مع ريـاض اغلب الاحيان.. بس هو النهارده فطر بدري ، وساعات لما الدنيا بتقفل في وشي اوي بلجأ لأنثي اليعسوب اللي بره!
ضحكت بطلاقه وقالت: مين؟!
فضحك بدوره قائلاً: قصدي رقيه..
إزدادت ضحكاتها مما جعله يضحك بالمثل وقال: عجبتك اوي أنثي اليعسوب.. اه منكوا انتوا البنات بتحبوا تشمتوا في بعض اوي..
لم تستطع التوقف عن الضحك فقال مصطنعًا الجديه وهو يهمس إليها: آصال.. اوعي تقوليلها.. دي ممكن تتجنن علينا كلناا وتنتقم مننا اشد انتقام.. اعملي معروف دي اللي في ايديها شغل الشركه كله..
أومأت بموافقه وقالت: متقلقش خاالص ،سرك في بير..
_روحي ربنا يسترك..
ضحكت مجددًا ثم تسائلت بفضول أنثوي: و ليه حضرتك مسميها كده؟!
أجابها بعدم إهتمام: شعرها اورانچ و ملونه كده شبهها..
أومأت بهدوء ثم تسائلت مجددًا: طيب ما رقيه موجوده بره ،ليه مفطرتش معاها النهارده!…
تنهد طويلًا وقال: اصلنا متخانقين.. ولو مفطرتيش معايا مش هقولك متخانقين ليه.. انا عارف نسبة الفضول عندكوا عاليه وهتموتي وتعرفي..
إبتسمت بلطف وقالت: انت روحك حلوة اوي يا مستر معتز..
منحها نظرةً فَرِحه قبل أن يُصدر هاتفه رنينًا مخصصًا جعلهُ يدرك هوية المتصل فورًا فأخرج الهاتف من جيب سترته وأجاب مباشرةً: أيوة يا زهره.. حاضر يا روحي ، خلاص والله هكلمه.. ماشي يا حبيبتي مع السلامه.
أنهي الإتصال ونظر إليها وهز رأسه بتساؤل فهزت رأسها بتساؤل مشابه فقال: هااا يا بنتي، هتفطري معايا ولا اروح علي مكتبي من غير فطار ويبقا ذنبي في رقبتك؟
أومأت بموافقه وقالت: اللي تحبه يا مستر معتز..
قام بالإتصال بالمراسل المكتبي ( الاوفيس بوي ) من خلال هاتف مكتبها وقال: أيوة يا عم رضا، هات االفطار بتاعي علي مكتب آنسه آصال.
أنهي المكالمه ونظر إليها بجديه وقال بترقب: ابن عمك ده كان بيحبك.. مش كده؟!
أصاب قلبها غصةً وأومأت دون النبس بحرف فأكمل بغضبٍ دفين : واشم صورتك علي ضهره!
خللت شعرها بأصابعها بتوتر وراحت عيناها تتنقل في أرجاء الغرفه وقد شعرت بالإختناق فقال متراجعًا عندما إستشعر توترها : خلاص انسي.. انا اسف..
أومأت بهدوء وقالت: ولا يهمك..
……
زفر بثقـل ويأس ثم أسند ظهرهُ إلي المقعد بملل وأغمض عيناه بإحباط..
ما حدث مؤخرًا قد نَبَش جُرحَهُ الذي ظن أنه قد إندمـل..
تنهد مخرجًا علبة سجائرهُ وأشعل واحدةً وبدأ بتدخينها وهو لا يزال مغمضًا عينيه تهاجمهُ الذكريات و تعصف به..
نهض بغتةً وجمع أغراضهُ من علي المكتب ثم خرج من المكتب ليصطدم بـ رضا وهو يحمل طعام الإفطار الخاص بمعتز فسأله: هو البيه شرّف؟
أومأ رضا مؤكدًا وقال: ايوة حضرتك وطلب الفطار في مكتب آنسه آصال..
إبتسم بإقتضاب متهكمًا وقال: طيب ودي الفطار علي مكتبه وأنا هكلمه..
نظر إليه رضا بقلق فقال الآخر بحده: ما تسمع الكلام يا عم رضاا.. وديه علي مكتبه وملكش دعوه..
نطق رضا بقلة حيله وقال: أوامرك يا بشمهندس..
إنصرف مغادرًا بينما أخرج رياض هاتفه وقام بالإتصال علي معتز..
…..
_بس يا ستـ…. رياض بيتصل!!
نظر إليها وقال بجدية: تعرفي إن رياض يتصل بيا في الوقت ده بالذات معناه إيه؟!
تسائلت بإهتمام شديد: إيه؟!
_ولا أي حاجه..
قالها ضاحكًا بسماجه أضحكتها ثم أجاب المكالمه قائلاً: ايوة يا رياض..
_لما تكون حابب تطفح عندك مكتبك او مكتبي.. انما مينفعش تقعد تفطر في مكاتب الموظفات وتعطلهم عن شغلهم.. احنا مش في قهوة هنا..
برز صوتهُ حادًا ، معنفًا إياه ليقول معتز بهدوء: بتقول ايه؟! وديت الملفات علي مكتبي؟! مش معقول كده يا رياض رامي الحِمل كله علياا.. ده انا حتي الفطار مش عارف افطر..
_اه داري خيبتك …
و أنهي المكالمه بحدة ثم إتجه إلي مكتب ” آصال” و دلف بغتةً بينما إستطرد معتز حديثه وهو يقول:
=استغفر الله العظيم يرب.. انا كده مضطر ارجع علي مكتبي بقا واشوف الشغل اللي مبيخلصش ده.. عشان سيادتك مش فاضي تشوف شغلك.. رامي الشغل كله علي معتز و عمّال تتمرقع من المكتب ده للمكتب ده..
نظر إلي آصال ليجد معالم الدهشه وقد رُسِمَت بدقه فوق وجهها فتابع يقول : بلا آسف بلا زفت بقــا ، رياض لو سمحت اقفل دلوقتي عشان انا خلاص مش عايز اتكلم….
وضع رياض كفه فوق كتف معتز فإنتفض فَزِعًا وسقط هاتفهُ أرضًا وقال: سلام قولا من رب رحيم ،انت واقف من امتا..
أجاب رياض بهدوء: من ساعة ما كنت بتكلمني في عالمك الافتراضي..
همس إليه وقال: طب استر عليا قدام الموظفين..
هنا إنفجرت آصال ضحكًا حتي أنها أدارت مقعدها للخلف تحاول كتم صوت ضحكاتها..
نظر إليها رياض وقد لامست ضحكاتها شِغـاف قلبه و إستوطنتهُ..
عادت بنظرها إليهم فخطفت نظرةً سريعه نحوهُ فتقابلت الأعين و جالت في ملامح الوجوه سريعًا ثم تفرقتا مجددًا..
نهض معتز قائلًا بجدية: يلا يا رياض علي مكتبك.. وانتي يا آنسه آصال اتفضلي شوفي شغلك..
إرتفع حاجبيّ آصال بتعجب چم بينما قلّب الآخر كفيّه متعجبًا من مزاحه اللامحدود..
_أخبار والدك ايه يا آصال؟!
قالها ريـاض بهدوء وهو ينظر في ساعة يده فقالت: الحمد لله يا مستر رياض بخير..
أومأ مردفًا: رامز بيه كان عايزنا النهارده..
تسائلت بريبه: في حاجه حصلت ولا ايه؟!
_ لما نروح هنعرف..
أومأت بموافقه وقالت: تمام.. وقت ما حضرتك تكون جاهز بلغني..
_الساعه دلوقتي ٢.. ممكن علي ٦ المغرب؟
تنهدت بتفكير وقالت: اللي تشوفه حضرتك..
إنزوي ما بين حاجبيه بإستغراب وقال: الوقت مش مناسب ولا ايه؟
_لا مناسب.. اكون خلصت شغل ان شاءالله.
أومأ برأسهِ وقال: تمام.. اتفضلي شوفي شغلك..
إنصرف مغادرًا مكتبها ثم غادر الشركه بأكملها و إنطلق بسيارته مسرعًا..
………
دلف إلي المنزل و صعد إلى غرفتها وهو يحمل تلك الدميه الكبيره وبيده الكثير من الحقائب التي تحتوي على الألعاب و الملابس..
طرق باب الغرفه ثم إنتظر قليلًا وأدار مقبض الباب ببطء عندما لم يستمع إلى صوتها ، دلف إلي الغرفه يبحث عنها بعيناه ليجدها وقد تكورت حول نفسها بحزن..
أدمي قلبهُ رؤيتها بتلك الحال فتقدم منها وجلس أمامها حيث جثا علي ركبتيه وقال مبتسمًا: وحشتيني يا زهره.
نظرت إليهِ بقهرٍ أصاب قلبه بالمـ..ـوت ، نظراتٍ لن ينساها ولو مر ألف عام..
أدمعت عيناها الصغيرتين و قلبت شفتاها ببراءةٍ فتملكه شعور بالخزي من نفسه..
مد أنامله يجفف دمعاتها وهو يقول: انا اسف يا زهره ، عشان خاطر بابا متزعليش..
_إنت مبتحبنيش.. بتكرهنـ.ـي عشان أنا شبه مامي..
أفحمتهُ كلماتها فنظر إليها بعينين متسعتين وقال: ايه الكلام ده يا زهره!!.. انا بكرهك؟!!! مين اللي قالك الكلام ده!
أجابته بصراخٍ باكِ : محدش قاللي، أنا كبرت يا بابا وعندي ١١ سنه.. مش صغيره عشان حد يقوللي كلام واصدقه..
_لا صغيره طبعا.. لما تقولي الكلام الاهبل ده تبقي صغيره وهبله كمان..
نظرت إليه بغضب فتنهد بيأس وجلس إلي جوارها وهو يحتضنها محاولًا إحتواء غضبها وقال: في أب ميحبش بنته؟! وبعدين مين اللي قال انك شبهها !!.. انتي شبهي انا من يوم ما اتولدتي.
نظرت إليه وبكل هدوء سألتهُ: هو انت ليه بتـ.ـكره مامي اوي كده يا بابا؟؟
أغمض عينيه وقال بعد أن أطلق تنهيدةً حاره: أنا لا بكر.هها ولا بكر.هك يا زهره.. انا مبكر.هش حد.. انا ممكن ازعل منك او اخاصمك لكن هفضل بحبك حتي وانا زعلان منك..
تسائلت بفضول بدأ يشق طريقهُ إليها: طيب إنت ممكن تتجوز بعد مامي ؟!
زفر بحده طفيفه وأجاب: مش عارف يا زهره.. بس ممكن .. ممكن جداا ليه لأ.. انا عندي ٣٥ سنه يعني اللي في سني لسه مرتبطوش اصلا.. بس اكيد مش هاخد خطوة زي دي الا لو ظهر في حياتي الشخص المناسب.
توقف عن الحديث لبرهه ثم إستطرد حيث قال: مش الشخص المناسب كمان.. الشخص اللي ميتعوضش.
نظرت إليه بعدم فهم فقال: مش فهماني.. صح؟!
أمسك بيديه وهو يقول بنبره يملؤها اللطف : بصي يا زهره انا حاليا مش بفكر في اي حاجه غيرك انتي في المقام الأول وشغلي في المقام التاني… عشان كده معرفش اجاوب جواب قطعي.. معرفش احكم علي حاجه مش في ايديا.. فهماني؟
أومأت بموافقه حتي وإن لم تكن تدرك معني ما قال فإبتسم إليها وقال: انتي بتسألي الأسئله دي ليه؟!
سالت دمعاتها برفق علي خديها وقالت: أصلي حلمت بمامي..
إنقبض قلبهُ وقال: قالتلك إيه؟!
_قالتلي ان أنا وحشتها خالص وانها عايزة تشوفني..
ثم تسائلت ببكاء وقالت: هو معني كده يا بابا ان انا همـ..ـوت زيها!!
إحتضنها بقوه مرددًا:بعد الـ.شر عنك..
إبتعدت عنهُ قليلاً وقالت: طيب أنا عايزة أزور القـ..ـبر بتاعها..
_ايه رأيك في الالعاب واللبس اللي أنا جبتهملك..
=ألعاب ايه يا بابا انا مبقيتش صغيره..
شعر بأنهُ في مأزقٍ فقال :كمان عندي ليكي مفاجأه هتعجبك جداا…
=مفاجأة ايه؟!
تسائلت بفضول فأجابها بإبتسامه : انا خلاص هرجع اعيش معاكوا هنا..
إستطاع أن يُنسيها سؤالها فإحتضنته بقوة وضمها إليه بحنان مقبلًا جبينها وقال: هاا لسه زعلانه مني؟
قبّلت وجنته بقوّه وقالت: لا خلاص مش زعلانه..
ليت كل العالم يحمل صفائك و برائتك يا طفلتي..
ربت علي ظهرها وقال: يلا بقا عشان نتغدا وارجع الشغل اخلص كام حاجه ورايا وارجعلك بدري نقعد مع بعض شويه قبل ما تنامي .
ذهبوا لتناول الطعام ليداهمهم فجأه ذلك المـ..ـعتوه كما يدعوه رياض فقال: كده ؟! كده يا اهلي يا حته مني يا كل حاجه حلوة ليااا..
_لخص وتعالي كل..
جلس معتز علي المائده مباشرةً وقال: هاي زوزي.
_ هاي معزوزي..
نظر إليهم رياض وهز رأسه بيأس ثم قال محدثًا معتز: عندي مشوار لرامز بيه.. خليك مع زهره لو خلصت شغلك..
_انت و آصال؟!!
تسائل معتز بضيق فنظر رياض إليه وأشار بخفه إلي إبنته التي إنتبهت إلي حديثهم وقالت: مين آصال يا بابا؟
_ موظفه في الشركه يا زهره.. هنروح مشوار مهم وهرجع فورا علي هنا ان شاءالله.
نظرت زهره بحماس إلي معتز وقالت: شوفت يا معزوزي.. بابا هيعيش معايا هنا تاني..
إبتسم بلطف وقال: اه يا حبيبتي بابا قاللي.. عشان تعرفي بس انه ميقدرش يعيش من غيرك..
فرغ رياض من طعامه ثم نهض قائمًا وقال: انا همشي انا بقا..
……….
كانت آصال قد أنهت آخر أعمالها للتو ، أخرجت هاتفها ثم قامت بالاتصال علي والدها..
_أيوة يا بابا..
=ايوة يا لولو خلصتي شغلك؟!
_ايوة خلصت…
=طيب تيجي بالسلامه..
_مهو.. مهو انا ورايا مشوار هخلصه وارجع.
=مشوار ايه ده؟!
تنهدت طويلًا ثم قالت: مستر رياض بلغني ان الظابط رامز كلمه وعايزنا في مكتبه..
قال والدها بحده: وانتي كنتي هنروحي من غير ما تقوليلي؟!
_ماهو يا بابا أنا خوفت اقوللك تصمم انك تيجي معايا..
قاطعها إذ قال: طبعا هصمم اني اجي معاكي.. انتي عايزة تركبي عربية راجل غريب لوحدك ؟! عايزة تروحي مديرية الأمن لوحدك؟! انتي بتستعبطي؟!
أجابت بحنق: راجل غريب مين يا بابا ده مديري في الشغل!!
_يعني ايه مديرك في الشغل؟! اذا كان اللي من لحمك ودمك هو اول واحد أذاكـ..ـي .. منتظره من الغريب ايه!
=اللي تشوفه حضرتك يا بابا..
أنهت المكالمه وظلت كلماتهُ تتردد في خاطرها إلي أن رن هاتف مكتبها فأجابت : أيوة يا مستر رياض؟
_أيوة يا آصال خلصتي شغلك؟!
=أيوة خلصت حالا..
_طيب هنمشي دلوقتي..
=معلش بس نستني شويه لحد ما ييجي بابا..
_هو والدك هييجي معانا؟!
=أيوة .. كلمته وقولتله و أصر إنه ييجي معانا..
_تمام مفيش مشاكل.. اول ما يوصل اديني خبر..
بعد حوالي نصف ساعة كان والدها قد ترجّل لتوّه من سيارة الأجرة ثم قام بالإتصال بها وأبلغها بأنه ينتظرها بالأسفل..
علي الفور إتجهت برفقة رياض إلي الأسفل حيث ينتظرهما “مهدي” ، صافحهُ رياض بود ثم ركبوا السيارةِ جميعًا و إنطلقوا لملاقاة الضابط رامز.
……
توقف رياض بسيارته أمام مبني مديرية الأمن و ترجلوا ثلاثتهم إلي خارج السياره ، دلفوا إلي المبني و منهُ إلي مكتب الضابط رامز..
طرق رياض الباب ودلف بعد إستئذان ثم تَبِعَهُ مهدي و آصال..
صافحهم الضابط وجلسوا و الترقب و الحيره يرتسمون فوق وجوههم بوضوح.
تشدق ” رامـز ” ثم قال: الحقيقه انا قولت لازم اتكلم معاكوا وجها لوجه في الموضوع ده.. كلام التليفونات كان هيبقا غير مُجدي بصراحه..
تسائل رياض وهو ينظر إليهم ثم يعود بناظريه إليه وقال: خير يا رامز بيه؟! حضرتك عرفت حاجه جديده ؟!
تنهد “رامز” وقال وهو ينظر لآصال: حضرتك يا آنسه آصال قولتي انه المتـ..هـ.م كان عايش في فرنسا بقاله سنتين ..
أومأت بموافقه فقال: التحريات والبحث أثبتوا انه كل ده محصلش..
نظرت آصال إلي والدها الذي تحدث بعدم فهم وقال: ازاي حضرتك؟! يعني ايه محصلش كل ده!!
_يعني المتهـ.ـم مخرجش بره مصر نهائي.. اكيد كان بيخترع قصص وحكايات زي كده طول الوقت عشان يضللكوا بيها ويبعد نفسه عن دايرة الشـ.ـك..
تسائل مدي بتعجب: بس ازاي مسافرش؟! ده متجوز وعنده شغل كبير اوي هناك..
هز رامز رأسه بنفي وقال: مفيش الكلام ده.. زي ما قولت لحضرتك كل دي اوهام كان بيختلقها هو عشان يبعد الشبهـ.ـات عنه…
تحدثت آصال وهي تشعر بأن الجنون قد أصابها فقالت: يعني ايه؟؟ كل الكدب والحوارات دي عشان بس مخططه القـ.ـذر ده ينجح؟!
إنهالت دمعاتها فنظر إليها رياض وقد أحسّ بالشفقةِ تجاهها بينما إستطرد رامز حديثه وقال: عرفنا كمان ان الشقه اللي خطـ..ـفك فيها هي دي كانت سكنه طول الفتره اللي فاتت وانه مكانلوش اي سكن غيرها.. ده غير انه مكانش بيداوم علي الشغل واغلب الاحيان كان منعزل لوحده..
نظر إليه رياض بتفحص و فطنه وقال: معتقدش يا رامز بيه ان حضرتك جايبنا النهارده عشان بس تبلغنا كده..
صمت لفتره ثم أومأ و تنهد بضيق وقال: التقرير الطبي أثبت إن االمتهـ..ـم بيعاني من إضطراب نفسي وهيتم إيداعه في مصح نفسي تلت شهور…